خطورة الدين واستسهال السلف والاقتراض (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) - نور المعرفة

اعلان

اعلان

الثلاثاء، 18 فبراير 2020

demo-image

خطورة الدين واستسهال السلف والاقتراض (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )


خطورة الدين واستسهال السلف والاقتراض
(وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )

1

رسول الله صلي الله عليه وسلم سأل ربه ان يقضي عنه الدين بل كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يكثر ان يسأل ربه هذه المسالة ففي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة : أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم ربّ السموات، وربّ الأرض، وربّ العرش العظيم، ربنا وربّ كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرِّ كل ذي شرٍّ أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنَّا الدَّيْنَ وأغننا من الفقر.
اقض عنا الدين هذه دعوة كان رسول الله يسألها ربه كلما اوي الي فراشه

النبي يستعيذ من الدين :

2

بل كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يسأل ما هو اعظم من ذلك وهو ان يعيذه من الدين ابدا يعني ان لا يحوجه للدين ويغنيه من فضله عن الاستدانة ان يحول بينه وبين الدين لا يريد الدين.
عَن أَنسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخلِ وَالجُبنِ، وَضَلَعِ الدَّينِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» [صحيح البخاري: 6363].
وضلع الدين يعني ثِقل الدين وشدّته .
فتخيل ان النبي وهو من هو يستعيذ بالله ويكثر الاستعادة من ضلع الدين
بل حتي في صلاته كان النبي صلي الله عليه وسلم يستعيذ من المأثم والمغرب يعني الدين . فقد روى البخاري في كتاب الصلاة - باب الدعاء قبل السلام، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في الصلاة، "اللهم إني اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. فقال قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف.)
قال الحافظ ابن حجر : المأثم والمغرم بفتح الميم فيهما وكذا الراء المثلثة وسكون الهمزة والغين المعجمة، والمأثم: ما يقتضي الإثم، والمغرم: ما يقتضي الغرم.
وقال أيضاً: المغرم أي الدين، يقال: غرم بكسر الراء أي أدان. قيل: والمراد به ما يستدان فيما لا يجوز وفيما يجوز ثم يعجز عن أدائه. ويحتمل أن يراد به ما هو أعم من ذلك ( ما يقتضي الغرم ). فتح الباري 2/371، 11/180
بل مرة استعاذ صلي الله عليه وسلم من غلبة الدين وقدمها على غلبة العباد بحرب، أو غيرها مع أن غلبة العباد بالحرب أعظمُ ذُلٍ يصيبُ الأمم -نسأل الله العافية والسلامة-، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَظُلْمَنَا، وَهَزْلَنَا وَجِدَّنَا وَعَمْدَنَا، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدَنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعِبَادِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ" [رواه ابن حبان

الدين مذلة وينقص من ايمان المرء :

3

الاستسهال في الدين خطره عظيم الان كثير من الناس يستسهلون ان يقترضوا لا تفه الاشياء حتي ان الرجل اذا اراد ان يشتري دارا او ارضا او سيارة او حتي بعض حاجياته يستسهل ان يأتي بها بالدين .
بل ان بعض الناس يكون معه من الاموال ما يكفي ثم يبخل بذلك ويذهب ليستدين ليأتي بما يرد وما يظن ان الامر خطير فكما
قال صلي الله عليه وسلم (إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف)
وفي الأثر: "الدَّيْن شيْن وهو هم بالليل ومذلة بالنهار".

الميت بعد موته مرهون بدينه :

4

وربما يموت المدين ولم يقض الدين، فيرتهن به، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى"{رواه الترمذي وغيره }
معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى" يعني أن نفسه وهو في قبره معلقة بالدين كأنها والله أعلم تتألم من تأخير الدين ولا تفرح بنعيم، ولا تنبسط لأن عليه دينا، ومن ثم قلنا إنه يجب على الورثة أن يبادروا بقضاء الديون.
وينبغي أن يعلم أن التأخر في سداد الدين عن الميت يعد بلاء عليه فقد روى جابر رضي الله عنه قال: توفى رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه ثم أتينا به رسول الله ? يصلي عليه فقلنا: تصلي عليه؟ فخطا خطى، ثم قال: أعليه دين؟ قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: الديناران عليَّ، فقال رسول الله ? : حقَّ الغريمِ وبَرئَ منهما الميت؟ قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: ما فعل الديناران؟ فقال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتهما، فقال رسول الله ? : الآن بردت عليه جلده. أي الآن برد جلد ذلك الميت بسبب كونه مرهونًا بالدين قبل ذلك.

الدين يؤخذ من حسناتك يوم القيامة:

5

فينبغي على المؤمن أن يحرص ويجتهد على قضاء ديونه وإبراء ذمته من الحقوق والمظالم قبل أن توافيه المنية وهو متورط وليكن صادق النية في السداد ليفرج الله عنه ويكون معه وفي مسند أحمد: (ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم لكن بالحسنات والسيئات).
وقد ورد في السنة الصحيحة زجر أكيد ووعيد مخيف لمن تساهل في حقوق العباد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحللها من صاحبه من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه). رواه البخاري.

الشهيد يغفر له كل شئ إلا الدين :

7

ها هو الشهيد الذي يغفر له عند أول قطرة من دمه، ويؤمن من عذاب القبر وفتنة القبر،  ويشفع في سبعين من أهله، وروحه في حواصل طير خضر في الجنة تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، يغفر له كل شيء إلا الدَّين ، كما جاءت بذلك السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين ".
وفي صحيح مسلم: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في أصحابه فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال رسول الله: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف قلت. قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي. فقال رسول الله : نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك). رواه مسلم. وهذا يدل على أن التورط بالدين من أعظم الأخطار التي يبتلى بها المؤمن في الدنيا.
وفي رواية الترمذي عَنْ أَنَس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ كُلَّ خَطِيئَةٍ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِلا الدَّيْنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلا الدَّيْنَ).

والمراد من الدَّيْن هو ما يتعلق بحقوق العباد من نحو دم ومال وعرض، فإنها لا تُغفر بالشهادة، وكذلك الأمانة، لأن حقوق العباد مبنية على المشاحَّة، أما حقوق الله فمبنية على المسامحة، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلا الدَّيْنَ) رواه مسلم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَوَّلُ مَا يُهَرَاقُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ يُغْفَرُ لَهُ ذَنْبُهُ كُلُّهُ إِلا الدَّيْنَ) رواه الطبراني.

إذا ابتليت بالدين فبادر بالقضاء

وعند الطبراني بإسناد حسن من حديث مَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " أيُّما رجلٍ تَزَوَّجَ امرأةً على ما قَلَّ مِنَ المَهْرِ أوْ كَثُرَ ، ليس في نفسِهِ أنْ يُؤَدِّيَ إليها حقَّها ؛ خَدَعَها ، فماتَ ولمْ يُؤَدِّ إليها حقَّها ؛ لَقِيَ اللهَ يومَ القيامةِ وهوَ زَانٍ ، وأيُّما رجلٍ اسْتَدَانَ دَيْنًا لا يُرِيدُ أنْ يُؤَدِّيَ إلى صاحِبِه حقَّهُ ؛ خَدْعَةً حتى أَخَذَ مالهُ ، فماتَ ولمْ يَرُدَّ إليهِ دِينَهُ ؛ لَقِيَ اللهَ وهوَ سارِقٌ . " رواه أحمد والطبراني.
فينبغي على العبد إذا ابتلي بالحاجة فاستدان أن يجتهد في قضاء دينه سريعا حتى تبرأ ذمته ، ويلقى ربه خاليا من الديون ، وإذا كان العبد عند استدانته ينوي الخير ويعزم على السداد فإن الله تعالى سيوفقه لذلك ، أما عن يريد أكل أموال الناس بالباطل والمماطلة فإن عاقبته أليمة في الدنيا والآخرة ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله". وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم :" ما من أحد يَدَّان ديناً فعلم الله أنه يريد قضاءه إلا أداه الله عنه".

والله عز وجل يقول( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ )(البقرة: من الآية188)

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" رواه مسلم·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

الصفحات