أصل الأتراك وأنجازات أردوغان - نور المعرفة

اعلان

اعلان

الأربعاء، 19 فبراير 2020

demo-image

أصل الأتراك وأنجازات أردوغان



أصل الأتراك .. القصة الملحمية لهجرة الترك


images

أصل الأتراك

تشير الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة أن الأتراك ينتسبون إلى الجنس الأبيض، وتبين كذللك أنهم يصنفون من بين ثلاثة أجناس بشرية موجودة على سطح الأرض، وهي: ( الأيوروبيد ) و ( التورانيد ) و ( المغوليد )، وهذا الأخير هو الجنس الذي ينسب إليه الأتراك، وهم قوم المغول، ويأتي الأتراك في مقدمة هذا الجنس ومن صفات هذا الشعب البشرة البيضاء واعتدال الأنف واستدارة الفك والشعر الخفيف المجعد والذقن والشاربين متوسطي الكثافة.

تركيا اليوم هي إحدى دول الشرق الأوسط، تقع بين البحر الأسود وجورجيا شمالًا وبلاد الشام والعراق جنوبًا، وبين إيران وأرمينيا شرقًا واليونان وبحر إيجة وبلغاريا غربًا، وهي دولة ديمقراطية علمانية جمهورية وحدوية دستورية، لها تراث ثقافي قديم وعريق، ولها علاقات قوية مع الغرب فهي عضو في منظمات غربية كثيرة، مثل مجلس أوروبا ومنظمة التعاون والتنمية

في الحديث عن تاريخ تركيا القديم يُشار إلى أنَّ منطقة الأناضول وهي معظم الأراضي التركية من أقدم منطق العالم المأهولة بالسكان ومن أقدم المستوطنات السكنية إذ تعود للعصر الحجري، وفيها ظهرت مستوطنة طروادة في العصر الحجري الحديث، وبقيَت حتى العصر الحديدي، وفي القرن الثامن عشر قبل الميلاد تمَّ تأسيس أول إمبراطورية في المنطقة من قبل الحيثيين الذين قدموا من الهند الأوروبية، وقد استعمر الآشوريون أجزاء من تركيا في 1950 قبل الميلاد، وفي القرن الخامس قبل الميلاد غزت الإمبراطورية الفارسية الأناضول إلى أن سقطت أخيرًا في يد الاسكندر الأكبر في 334 قبل الميلاد، وتم تقسيمها إلى ممالك هلنستية إلى أن سقطت جميعها بقبضة الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد.وفي عام 324م اختار الإمبراطور قسطنطين بيزنطة لتصبح عاصمة الإمبراطورية الرومانية وأسماها روما الجديدة ثمَّ سميت القسطنطينية ثم إسطنبول لاحقًا، وبعد انتشار الإسلام كانت الدولة البيزنطية متاخمة لحدود الدولة الأموية إلى أن تمكن السلاجقة من غزو الأناضول واحتلال مناطقها الوسطى وتأسيس حكم إسلامي فيها، وبقيت القسطنطينية وما حولها تحت الدولة البيزنطية وحاول البيزنطيون تأسيس ممالك كثيرة لكنها لم تعمر طويلًا خاصة من خلال الحملات الصليبية، وبقيت المنطقة التي دخلها السلاجقة عبارة عن إمارات إسلامية متناحرة إلى لمع نجم عثمان الأول بن أرطغرل وبدأ يلتهم الإمارات الصغيرة من حوله مؤسسًا بذلك لقيام الدولة العثمانية في تركيا.


بدأ العثمانيون يفقدون سيطرتهم على الأراضي الموجودة في أطراف الإمبراوطورية في القرن الثامن عشر فأصبحت الدولة العثمانية تعرف "برجل أوروبا المريض"، بعد ضعف السلاطين، وتفشي الفساد، وبحلول عام 1913م، انفصلت اليونان، والبلقان، والجزائر، وليبيا، وتونس عن الإمبراطورية العثمانية، واتخذت تركيا قرار القتال بجانب القوى المركزية، وهي ألمانيا، والنمسا، والمجر عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى على طول الحدود بين الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية، ثم اختفت الإمبراطورية العثمانية بعد أن خسرت القوى المركزية الحرب العالمية الأولى، وأصبحت جميع الأراضي التركية غير العرقية مستقلة، وخطط الحلفاء المنتصرون لتقسيم الأناضول نفسها إلى مناطق نفوذ، ولكن تمكن قائد تركي يدعى مصطفى كمال  من إثارة القومية التركية وطرد قوات الاحتلال الأجنبية من تركيا

هجرة القبائل التركية

عرفت القبائل التركية مجموعة من الهجرات والتنقلات من موطنها في أواسط أسيا إلى مناطق مختلفة ومنها:

  • الهون: انتقلوا من منطقة أورخون إلى منطقة جنوبي كازاخستان بعد القرن الأول الميلادي، ثم انتقلوا أيضا إلى تركستان في منتصف القرن الثاني الميلادي، ومن ثم إلى أوربا بعد سنة 375م.

  • الأويار-هون: انتقلوا إلى أفغانستان وإلى منطقة شمالي الهند بعد سنة 350م.

  • الأوغور: انتقلوا من منطقة جنوب غربي سيبيريا إلى روسيا وذلك ما بين عامي 361-365م.

  • الأوغوز: انتقلوا من منطقة أورخون إلى روسيا جوار نهر (سيحون) خلال القرن العاشر الميلادي، وانتقلوا أيضا إلى إيران والأناضول عبر منطقة ما وراء النهر في القرن الحادي عشر الميلادي.
  • الآفار: انتقلوا من منطقة غربي تركستان إلى أوربا الوسطى منتصف القرن اليادس الميلادي.
  • البلغار: من منطقة شمالي البحر الأبيض المتوسط إلى البلقان بعد سنة 668م، ثم انتقل بعض الأتراك مع المجريين إلى حافة نهر فولجا بعد سنة 830م.
  • السابار: من شمالي منطقة أرال إلى القوقاز خلال النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي.
  • البشناق والكومان: انتقلوا من شمالي بحر قزوين إلى منطقة أوربا الشرقية، وإلى البلقان خلال الحقبة ما بين القرن التاسع والحادي عشر الميلادي.
  • الأويغور: هاجروا من منطقة أورخون إلى منطقة آسيا الوسطى بعد سنة 840م.

gettyimages-143549140


مواقف تركيا مع العرب

حمى العثمانيون بلاد العرب من أخطار كادت أن تفتك بها، حيث سعى البرتغاليون لدخول البحر الأحمر والتوغل في إقليم الحجاز واحتلال ميناء جدة، والانطلاق بعدها لاقتحام المسجد الحرام وهدم الكعبة ونبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، ثم التوجه بعد ذلك للاستيلاء على بيت المقدس، لتكون المقدسات الإسلامية في حوزتهم.
وقد تم إحباط محاولتين للسفن البرتغالية في اجتياح ميناء جدة، كانت الأولى منهما عام 923ه الموافق 1517م، والثانية بعدها بثلاثة أعوام  (926هـ / 1520م).
وتقدم العثمانيون لإنقاذ عرب شمال إفريقية في الصراع الصليبي الذي احتدم بينهم وبين الإسبانيين والبرتغاليين الذين أرادوا احتلال هذه الأقاليم وتحويل سكانها إلى المسيحية.
كما تصدت الدولة العثمانية للسفن الصليبية التي كان تغير على موانئ مصر والشام، وعملت على تصفية الجيوب والقواعد الصليبية.
وكان من أبرز الأخطار التي دفعتها الدولة العثمانية، خطر الدولة الصفوية الشيعية التي كادت تلتهم المنطقة، وكسرت شوكة دولتهم في عهد السلطان سليم الأول في معركة جالديران عام 1514م.
ومنذ ذلك العهد، بقيت جغرافيا الوطن العربي تحت الهيمنة العثمانية، التي أولت الجزيرة العربية وخاصة الحرمين اهتماما خاصا، ولقب سليم الأول نفسه بحامي حمى الحرمين الشريفين.
يقول أكمل الدين إحسان أوغلي في كتاب "الدولة العثمانية تاريخ وحضارة": "كانت فكرة الخلافة قد اكتسبت مغزى جديدا عند العثمانيين، تجلى في تأمين طرق الحج، وحماية الأماكن المقدسة، والدفاع عن الإسلام والمسلمين، ووضعهم تحت شمسية الحماية".
وفي فترة من فترات الضعف الذي دب في جسد الدولة العلية، تنامت النعرات القومية بين العرب والأتراك، واحتضنت الدول الأوروبية الاتجاه المناهض للخلافة العثمانية الإسلامية، ودعمت المؤرخين والمفكرين في مصر والشام في تأصيل الإطار القومي وتعميقه، أمثال جورجي زيدان وأديب إسحاق وسليم نقاش وفرح أنطوان وغيرهم، وذلك بعدما فشلت الصهيونية في الضغط على السلطان عبد الحميد للسماح لهم بتكوين وطن قومي في فلسطين، وفي وقت حاول فيه جمع العالم الإسلامي والعربي تحت لواء الجامعة الإسلامية.
لم ينعزل الأتراك عن العرب إلا بعد سقوط الخلافة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية عام 1923، ساعتها يمّمت تركيا وجهها شطر الغرب، وحدثت الفجوة الكبرى بين الطرفين.
فالعرب يرون أن الجمهورية التركية قامت على جثمان الخلافة وأجهزت على ما تبقى من حلم المسلمين في وجود راية واحدة تجمعهم، ومن جهة أخرى فإن النظام التركي العلماني يرى أن صياغة الإنسان التركي الجديد يستلزم التقارب مع الغرب، وقطع الطريق أمام النظر إلى التراث، والذي يعد العرب جزءًا أساسا فيه.
تعرض العثمانيون الأتراك لظلم بيّن، حيث صورتهم مناهج التعليم في الوطن العربي التي وضعت بأقلام قومية، على أنهم غزاة محتلون، علما بأن العرب كانوا يطلقون على القوات العثمانية الموجودة في أراضيهم بالحامية العثمانية وليس الاحتلال العثماني.
وفي المقابل، تعرض العرب للظلم بسبب هذه النعرات القومية، واتهموا بأنهم خانوا الدولة العثمانية وكانوا سببا في إسقاط الخلافة، والحقيقة المؤكدة أن الحركات الانفصالية التي قامت ضد الأتراك لم تكن تعبر عن اتجاه عربي عام، وعن هذه الحركات يقول الدكتور عبد العزيز الشناوي في كتابه (الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها)
من الخطأ وصفها بأنها حركات استقلالية أو انفصالية عن الدولة العثمانية، لأنها كانت حركات تزعمها أصحاب عصبيات أو قواد عسكريون أو زعماء دينيون من أتباع مذاهب دينية إسلامية استهدفوا منها الانفراد بشؤون الحكم والإدارة والمال، على أن تكون الولاية في الأعم الأغلب في نطاق الدولة العثمانية، ومن الأمثلة التي تساق في هذا الصدد على بعض هذه الحركات بشتى قياداتها: حركة علي بك الكبير في مصر، والنزاع بين قبائل الأكراد والباشوات العثمانيين في العراق، وكذلك الصراع بين الزيدية والدولة العثمانية في اليمن".
وفي الوقت نفسه فإن ما قام به الشريف حسين أمير مكة من تحريض القبائل على عصيان الدولة العثمانية والتحالف مع الإنجليز، لم يكن له أية قيمة كبيرة من الناحية العسكرية.
وكما يقول شاعر الإسلام محمد إقبال:
فرّقتهم مذاهب القول لكن       جميع الرأي مقصدٌ في الصميمِ
فمن آن لآخر، برز زعماء أتراك أرادوا الاتجاه بتركيا إلى أحضان العالم العربي الإسلامي، وهدم ذلك الحاجز بين الأتراك والعرب، كان أبرزهم الأستاذ نجم الدين أربكان رحمه الله الذي كان يتزعم حزب الرفاه، ليحاول تعديل مسار العلاقات التركية العربية.
لقد كان أربكان ذا توجه إسلامي، وأدرك أن مجاله الحيوي هو بلاد الوطن العربي والشرق الأوسط، لتبدأ العلاقات التركية العربية في التحسن والانتعاش عل الخلفية الأيديولوجية التي تجمعهما.
فرأى نجم الدين أربكان ضرورة الوحدة مع العالم الإسلامي الذي يتصدره العرب، وهو ما بلوره في تأسيس مجموعة الثماني الإسلامية.
وفشل هذا التوجه وعادت عزلة تركيا مرة أخرى عن العالم العربي، إثر الانقلاب الذي أطاح بنجم الدين أربكان عام 1997، وأقصى رموز الحزب عن الحياة السياسية التركية.
    طيب أردوغان وتركيا
97a18fa86c764bc884f24001cc8149ee

ولد رجب طيب أردوغان في 26 فبراير(شباط) 1954 بمدينة إسطنبول، لكنّ أصوله تنحدر من مدينة ريزا الواقعة شمال شرقي تركيا على البحر الأسود.
درس أردوغان الابتدائية في مدرسة قاسم باشا وتخرج فيها عام 1965، ثمّ درس في ثانوية إسطنبول للأئمة والخطباء وتخرّج فيها عام 1973، وحصل كذلك على شهادة ثانوية أيوب بعد اجتياز امتحانات المواد الإضافية. ثمّ التحق أردوغان بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية بجامعة مرمرة، وتخرج فيها عام 1981.
انتُخِب رجب طيب أردوغان رئيسًا لبلدية إسطنبول المدينة الكبرى في الانتخابات المحلية التي أجريت في 27 آذار (مارس) 1994، وتمكّن من وضع تشخيص صحيح للمشكلات المزمنة لهذه المدينة التي تُعَدّ إحدى أهم المدن الكبرى في العالم، إذ أوجد لها حلولًا سريعة وناجحة؛ بفضل خبرته السياسية واهتمامه بالعمل الجماعي والموارد البشرية وحنكته في إدارة الأموال.  وتمكّن من حل كثير من مشكلات هذه المدينة الكبيرة جدًّا، منها: مشكلة المياه بمدّ أنابيب المياه لمسافات طويلة بلغت مئات الكيلومترات، ومشكلة النفايات بنصب أحدث المنشآت لتدويرها، ومشكلة التلوث بمشروع الانتقال إلى استهلاك الغاز الطبيعي. وقام أردوغان كذلك بإنشاء أكثر من 50 جسرًا ونفقًا وطريقًا سريعًا لتجاوز معضلة المرور والتنقل في المدينة، وبادر إلى مشاريع أخرى كثيرة فتحت آفاقًا مستقبلية للمدينة. واتخذ أردوغان تدابير دقيقة لاستثمار موارد البلدية بحكمة والقضاء على الفساد، وتمكن عند توليه منصب الرئاسة من تسديد جلّ ديون البلدية التي كانت تقرب من ملياري دولار أمريكي، ثمّ قام باستثمارات ضخمة بلغت قيمتها 4 مليارات دولار، وبذلك فتح أردوغان صفحة جديدة في تاريخ البلديات التركية، إذ نال ثقة السكان من جهة، وأصبح مثالًا متبعًا وقدوة حسنة لرؤساء البلديات الأخرى من جهة ثانية.
وفي 12 كانون الأول (ديسمبر) 1997 حُكِم على رجب طيب أردوغان بالسجن بسبب قطعة شعرية أنشدها في أثناء إلقائه خطابًا أمام الجماهير في مدينة سيرت، وفُصِل من رئاسة بلدية إسطنبول المدينة الكبرى، رغم أن الشعر الذي قرأه ورد في كتاب صادر عن إحدى المؤسسات الحكومية، وأوصت وزارة التربية الوطنية التركية المعلمين به.
بعد خروج رجب طيب أردوغان من السجن الذي حُبس فيه 4 أشهر، قرّر مع أصدقائه تأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 آب (أغسطس) 2001 نتيجة إصرار الرأي العام والتطورات الديمقراطية في البلاد، واختير رئيسًا للحزب من اللجنة التأسيسية. في السنة الأولى من تأسيس الحزب تحول إلى حركة سياسية نالت تأييدًا شعبيًّا واسعًا. وبناء على ثقة الشعب وتعلقه بهذا الحزب الجديد تمكّن من الفوز في الانتخابات التشريعية عام 2002، بنيل ثلثي مقاعد البرلمان، وهذا جعله مؤهلًا لتشكيل الحكومة بمفرده.
لكنّ  أردوغان لم يستطع الترشح للانتخابات التشريعية التي أجريت في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2002؛ بسبب صدور حكم قضائي بحقّه. إلا أنّه  بعد إزالة حاجز الترشح للانتخابات بإجراء تعديلات قانونية في هذا الشأن استطاع الترشح من مدينة سيرت التي أُعيدَ فيها إجراء الانتخابات في 9 آذار (مارس) 2003. وحصل أردوغان فيها على 85% من مجموع أصوات هذه المدينة، وأصبح بذلك عضوًا برلمانيًّا عن مدينة سيرت  للدورة الانتخابية الثانية والعشرين.
وفي 15 آذار (مارس) 2003 تولّى رجب طيب أردوغان منصب رئاسة الوزراء، وشرع في تنفيذ حزم إصلاحية حيوية ومهمّة، من أجل تحقيق حلمه المتمثل في تنمية مستديمة لتركيا. وقد قطع أشواطًا كبيرة في طريق التحول الديمقراطي والشفافية ومكافحة الفساد. كما تمكّن من السيطرة على التضخم المالي الذي كان مشكلة مزمنة أعيت الحكومات السابقة عقودًا طويلة، وكان ذلك يؤثر سلبًا في اقتصاد البلاد وحالة المجتمع النفسية. وأعادَ للعملة التركية سمعتها بإزالة ستة أصفار منها. وأُجري تخفيض نسبة الفوائد في مديونية الدولة، وشهد الدخل الفردي زيادة ملحوظة. وبُنيت السدود والمدارس والمساكن والطرق والمستشفيات ومحطات الطاقة... وغيرها بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ تركيا. إنّ هذه التطورات الإيجابية جعلت بعضَ المراقبين الأجانب والزعماء الغربيين يصفونها بـ"الثورة الصامتة".
وإلى جانب مبادراته الناجحة في طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي كانت بمثابة منعرج تاريخي للبلاد، اتخذ رجب طيب أردوغان خطوات مهمّة في إيجاد حل دائم لقضية جزيرة قبرص، وتكوين علاقات إيجابية مع مختلف بلدان العالم؛ بفضل سياسته الخارجية الحكيمة وزياراته واتصالاته المكثفة. وأدى الاستقرار المؤسس في  البلاد إلى تحريك الديناميكيات الداخلية ليجعل تركيا إحدى الدول المركزية في العالم إلى درجة أصبحت قوة تركيا السياسية وحجمها التجاري أمرًا واقعًا يمكن الإحساس بتزايده ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، بل على الصعيد الدولي أيضًا.
وحقّق رجب طيب أردوغان، بصفته رئيسًا لحزب العدالة والتنمية، فوزًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 22 تموز(يوليو) 2007 بنيل حزبه 46،6 % من مجموع الأصوات، وقام بتشكيل الحكومة الستين للجمهورية التركية، ونال ثقة الرأي العام التركي.

انجازات اردوغان بالأرقام

١- الناتج القومي لتركيا المسلمة عام ٢٠١٣ حوالي ترليون ومائة مليار دولار وهو يساوي مجموع الناتج المحلي لأقوى اقتصادات ثلاث دول في الشرق الاوسط؛ إيران والسعودية
والإمارات، فضلا عن الأردن وسوريا ولبنان.
٢- أردوغان قفز ببلاده قفزة مذهلة.. من المركز الإقتصادي ١١١ الى ١٦ بمعدل عشر
درجات سنويا، مما يعني دخوله إلى نادي مجموعة العشرين الأقوياء الكبار (G-20) في العالم.
٣- العام ٢٠٢٣ يوافق إنشاء الدولة التركية الحديثة وهو التاريخ الذي حدده أردوغان لتصبح تركيا القوة الاقتصادية والسياسية الأولى في العالم.. وسينجح والأيام بيننا..
٤- مطار اسطنبول الدولي أكبر مطار في أوروبا ويستقبل في اليوم الواحد ١٢٦٠ طائرة، فضلا عن مطار صبيحة الذي يستقبل نصف هذا العدد..
٥- الخطوط الجوية التركية تفوز كأفضل ناقل جوي في العالم لثلاث سنوات على التوالي.
٦- في عشر سنوات زرعت تركيا مليارين و٧٧٠ مليون شجرة حرجية ومثمرة!!
٧- تركيا صنعت للمرة الأولى في عهد حكومة مدنية أول دبابة مصفحة وأول ناقلة جوية وأول طائرة بدون طيار وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهام .

إرجاع "الإرث الإسلامي" إلى تركيا

صرّح أردوغان سابقاً أنه يرغب بتشكيل جيل متدين في البلاد يؤمن بالثقافة العثمانية ويتغلب على الأفكار الغربية. ومن سياسات أردوغان في هذا الاتجاه تقوية مدارس الإمام الخطيب، التي سبق أن درس فيها بدوره، ويتعلق الأمر بمدارس إسلامية للتعليم الثانوي، استفادت خلال السنوات الماضية من دعم حكومي واسع، ومن المقرّر أن ترتفع الميزانية المخصصة لها لاحقاً.


أردوغان.. إسلامي مؤمن بالعلمانية

تبنت تركيا خيار العلمانية منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، عندما ألغى هذا الأخير دولة الخلافة، وأقام دولة حديثة على أنقاض الامبراطورية العثمانية التي تهاوت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي جعل تركيا واحدة من البلدان القليلة المحسوبة على العالم الإسلامي، التي ينصّ دستورها بشكل صريح على العلمانية. لكن محافظي تركيا، وفي مقدمتهم أردوغان، يرون أن الدولة التركية أوّلت العلمانية بشكل مُفرط،  فقلّصت من حضور الدين في الفضاءات العامة، كما تدخلت في الحرية الدينية للأفراد


%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%258A%25D9%2584


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

الصفحات