صوم رمضان وعادات الدول الأسلامية - نور المعرفة

اخر الأخبار

اعلان

اعلان

الثلاثاء، 3 مارس 2020

صوم رمضان وعادات الدول الأسلامية

 صوم رمضان وعادات الدول الأسلامية



صوم رمضان: هو الركن الرابع مِنْ أركانِ الإسلام ومَبانيهِ العِظام؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم«بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ»، وهو معلومٌ مِن الدِّينِ بالضرورة وإجماعِ المسلمين على أنَّه فرضٌ مِنْ فروضِ الله تعالى.
 إيجابُ صيامِه على هذه الأُمَّةِ وجوبًا عينيًّا؛ لقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُ﴾ [البقرة: ١٨٥].
 وإنزال القرآنِ فيه لإخراجِ الناس مِن الظلمات إلى النور، وهدايتِهم إلى سبيل الحقِّ وطريقِ الرشاد، وإبعادِهم عن سُبُلِ الغَيِّ والضلال، وتبصيرِهم بأمور دِينِهم ودُنْياهُمْ، بما يَكْفُلُ لهم السعادةَ والفلاحَ في العاجلةِ والآخرة، قال تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِ﴾ [البقرة: ١٨٥].
 ومنها: أنَّه تُفتَّحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ لكثرةِ الأعمال الصالحةِ المشروعةِ فيه المُوجِبةِ لدخول الجَنَّة، وأنَّه تُغْلَقُ فيه أبوابُ النارِ لقِلَّةِ المَعاصي والذنوب المُوجِبةِ لدخول النار.
 وأنَّه فيه تُغَلُّ وتُوثَقُ الشياطينُ؛ فتعجزُ عن إغواءِ الطائعين، وصَرْفِهِم عن العمل الصالح، قال صلَّى الله عليه وسلَّم«إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»
 ومنها: أنَّ لله تعالى في شهر رمضان عُتَقَاءَ مِن النار؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم«إِنَّ للهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»
 ومنها: أنَّ المغفرة تحصل بصيامِ رمضان بالإيمان الصادق بهذه الفريضة، واحتسابِ الأجر عليها عند الله تعالى؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
 ومنها: أنَّه تُسَنُّ فيه صلاةُ التراويح، اقتداءً بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم الذي رَغَّبَ في القيام بقوله: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
 ومنها: أنَّ فيه ليلةً هي خيرٌ مِنْ ألف شهرٍ، وقيامها مُوجِبٌ للغفران؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم«إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ»وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم«مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»

عادات المسلمين فى رمضان



يتسابق المصريون لإعداد أشهى المأكولات والحلويات والمشروبات بالتجمعات العائلية خلال شهر رمضان، وتناول الفاكهة المجففة و الياميش، وعادات تبادل الحلويات لا تزال موجودة في الريف وصعيد مصر وبعض المناطق الشعبية، حيث تحضّر بعض السيدات الحلويات ومنها الكنافة والقطايف والجلاّش ويوزّعنها على جيرانهن يومياً من خلال طبق حلويات يظل يتجول بين المنازل طوال أيام الشهر في مشهد رائع يدل على المحبة والود بين الجميع.وأداء صلاة الفجر، هو تجمّع شباب كل حي أو منطقة سكنية من أجل إعداد وتعليق زينة رمضان في الشوارع وأمام المنازل، حيث تحتوي على الإضاءات والورق الملوّن اللامع.

أما فى السودان تتعالى أصواتُ تجويد السور القرآنية بين صفوفِ النساء السودانيات في صباح أيام شهر رمضان، وتحرصُ كل منهنّ على اقتناء أواني جديدة للمطبخ احتفالًا به، ولكن ما يثيرُ الرغبةَ حقًا لديك في حزمِ الأمتعةِ والتوجّه إلى السودان؛ أنّ الإفطار يكون جماعيًا طيلة أيام الشهر، إذ تحتشدُ العائلاتُ في مساحات واسعة لتنتظر أذان المغرب وتناول طعام الإفطار معًا، فيكون حقًا إفطارًا هنيئًا.

أما اليمن يدأبُ اليمنيون بممارسةِ عادات رمضان بطِلاء منازلهم قبل شهر رمضان كاستقبال احتفالي بقدومه، وتظهرُ بذلك اليمن بأبهى حُلّة وكامل استعدادها لقدومِ شهر الخير، كما تُنظم الإفطارات الجماعية في شوارع اليمن عند نداء الله أكبر لأذان المغرب يوميًا، وتزدانُ الشوارعُ بأجملِ الزينة، وتُطلق العيارات النارية من قبل الرجال.

أما السعودية رمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، من مثل قول: ( الشهر عليكم مبارك ) و( كل عام وأنتم بخير ) و( أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه ) و( رمضان مبارك ).

وعادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه ( فكوك الريق ) وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة.
وبعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه شيء.
وطبق الفول في المملكة ذو فنون وشجون؛ فهناك الفول العادي، والقلابة، وفول باللحم المفروم، والكوكتيل، والفول بالبيض، والفول باللبن. أما أفضل أصنافه فهو الفول المطبوخ بالجمر، والذي توضع فيه جمرة صغيرة فوق السمن، ويغطى بطبق آخر لإعطاء نكهة مميزة.
ومن الأكلات الشائعة التي تضمها مائدة الإفطار إلى جانب طبق الفول ( السمبوسك ) وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم، و( الشوربة ) وخبز ( التميس ) وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل المملكة بصنعها في هذا الشهر الكريم. وبجوار تلك الأطعمة يتناول الناس شراب ( اللبن الرائب ) وعصير ( الفيمتو ).

أما تونس يختلف الإعلان عن رؤية رمضان في تونس في العصر الحديث عن السابق، فحاليا يقوم مفتي الجمهورية بالإعلان عن رؤية هلال رمضان، عبر التلفزيونات المحلية مخبرا الشعب التونسي بحلول الشهر الكريم. أما في السابق فيتم الإعلان عبر إطلاق المدافع بعد اجتماع المجلس الشرعي الذي ينكب على كتابة وثيقة صحة رؤية الهلال، ويرسلها لملك تونس ليأذن بإطلاق المدافع ويتسابق التونسيون عقب إفطارهم إلى حضور صلاة التراويح، ومواكبة مجالس الذكر، وحلقات الوعظ الديني، والمحاضرات، والمسامرات الدينية، وتلاوة ما تيسر من القرآن إلى جانب عدد كبير من الاختتامات والإملاءات القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوي الشريف.ويجتمع الصائمون عند الصلوات في المساجد، وخصوصاً في جامع الزيتونة الذي يتحضر كل عام من أجل الموسم الرمضاني، وتعدّ الأيام الاخيرة من الشهر فرصةً للتوانسة للاجتهاد في الطاعات وصلاتي التراويح والتهجد.

أما المغرب رمضان المغربي يكتسي أيضاً حلة مظهرية متميزة تحاكي روحانياته. إنه موسم تتألق فيه الأزياء التقليدية التي باتت علامة هوية وأيقونة تحيل على البلد وأهله، إذ تتنوع أذواق الرجال والنساء في التحلي بالجلباب بألوانه وتصميماته المتنوعة التي واكبت العصر وانفتحت على العالم، جامعة بين الأصالة والاحتشام من جهة، وروح الموضة العصرية من جهة ثانية.
وتضطر محلات الخياطة التقليدية إلى تمديد أوقات العمل لتلبية طلبات الزبائن، وإن أصبحت تواجه منافسة بوجه الألبسة التقليدية الجاهزة التي تصنع بكميات كبيرة وبأسعار أقل في معامل النسيج. وبالطبع يرافق الجلباب نعل جلدي يسمى "البلغة" كان ينحصر سالفا في اللون الأصفر بالنسبة للرجال قبل أن تتنوع ألوانه ومواد صنعه. 
وكأي بلد إسلامي، تستقبل المساجد روادها في الأوقات الخمسة مع حرص الصائمين على صلاة الجماعة، خصوصا مع تساهل الإدارات العمومية مع موظفيها في التقيد بمواقيت العمل.
وتسطع أنوار المساجد في صلاة العشاء والتراويح بحيث تضيق بالمصلين فأصبح من المعتاد أن تتراص صفوف طويلة خارج المساجد وعلى قارعة الطريق لأداء الشعيرة، ليتفرق الجمع بعدئذ بين من يعود الى بيته ليعيش أجواء أسرية خاصة، ومن يقصد المقاهي التي تنتقل ذروة نشاطها الى الليل في سهر ممتد الى وقت ما قبل السحور، تتناسل حول طاولاتها نقاشات السياسة والرياضة وأحوال المجتمع أو تحتدم على رقعتها مباريات لعب الورق
وفى النهاية الشهر الكريم ليس لاصراف 
من العادات التي قد نراها عند البعض، وهي ليست من الإسلام في شيء، عادة البذخ والإسراف في شراء الطعام، الذي ينتهي كثير منه إلى القمامة؛ ويلتحق بهذا قضاء النساء وقتًا طويلاً في إعداد أنواع من الطعام، التي تُعدُّ وتحضر بطلب من الأزواج أو بغير طلب. ناهيك عن الازدحام الشديد في الأسواق على السلع الغذائية قبل رمضان بيوم أو يومين، وكذلك قبل العيد بأيام. كل هذا مما يتنافى مع مقاصد هذا الشهر الفضيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان