التنمر أسبابه وعلاجة - نور المعرفة

اخر الأخبار

اعلان

اعلان

الأحد، 29 مارس 2020

التنمر أسبابه وعلاجة

التنمر أسبابه وعلاجة



التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجّه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف جسديًا في الغالب، والتنمر هو من الأفعال المتكرّرة على مرّ الزمن والتي تنطوي على خلل في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر، أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقلّ منها قوة. يمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرّش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب، والتسلط، والترهيب، والاستقواء وغيرها من الأساليب العدوانية التي تهدف إلى الإضرار بشخص آخر عمدًا بهدف اكتساب السلطة عليه. يمكن تعريف التنمّر بطرق مختلفة وكثيرة، وهو يتراوح من تنمر لفظي، وجسدي، وعلائقي.

أنواع التنمر

  • التنمر عن طريق الكلام: أي توجيه لشخص آخر كلمات مهينة ومسيئة تقلل من شأنه أمام الآخرين أو تجعله يشعر بالعيب تجاه أمرٍ ما لا يصح أصلًا أن يشعر بالخزي بسببه، ويحدث فعل التنمر الكلامي عندما يتطفل إنسان على إنسان آخر بهذه الكلمات، دون أن تقوم الضحية باستفزازه أو التفاعل معه بأي طريقة.
  • التنمر الاجتماعي: تنمر على مستوى أكبر وأضخم، قليل منا قد يدرك أن أفعال عديدة تنطوي تحت دائرة هذا التنمر، ومن الأمثلة عليها أن تطلب من الآخرين أن لا يكونوا ودودين أو أصدقاء مع شخص معين، أو إحراج شخص ما أمام أعين الناس أو بث الشائعات المغرضة عن شخص أو الإساءة لسمعة شخص ما.
  • التنمر الملموس: وهو تنمر عبر الإيذاء الجسدي للضحية بأنواع مختلفة من الضرب والإساءة أو جعل شخص يتعثر عن قصد أو دفعه، كما ويشير هذا التنمر إلى كسر أشياء تخص شخص ما فقط لإزعاجه والتكبر عليه، والقيام بإيماءات مهينة ومسيئة.
  • التنمر الإلكتروني: التنمر نفسه لكن من وراء شاشة، و باستخدام الإنترنت أو الهاتف أو غيره من المنتجات الإلكترونية  الشائعة، حيث يقوم صاحب هذا الفعل بكتابة تعليقات مهينة أو مستفزة أو تطبيق كافة أنواع التنمر السابقة (عدا الملموس بلا شك) داخل شبكة الإنترنت، أي التقليل من شأن شخص ما أو تشويه سمعته أو الافتراء عليه وما إلى ذلك.
  •  أسباب ظاهرة التنمر

    ترجع الدراسات أسباب ظهور التنّمر في المدارس إلى التغيّرات التي حدثت في المجتمعات الإنسانية ، و المرتبطة أساسا بظهور العنف و التمييز بكل أنواعه ، واختلال العلاقات الأسرية في المجتمع ، وتأثير الاعلام على المراهقين في المراحل المتوسطة والثانوية ، وكثرة المهاجرين الفقراء الذين يسكنون الأحياء الفقيرة وعدم قدرة أهل هؤلاء الطلبة المتُنمّرين على ضبط سلوكاتهم . و عموما يمكن تلخيص أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة التنمر في النقط التالية :

    أ- الأسباب السيكوسوسيولوجية

    في كثير من الأحيان ، ينحدر المتنمرون من الأوساط الفقيرة و من العائلات التي تعيش في المناطق المحرومة ، أو ما يسمى أحزمة الفقر ، و تعاني من مشاكل اقتصادية ، في ظل وضع سوسيولوجي يتسم باتساع الهوة و الفوارق بين الطبقات الاجتماعية . و من الناحية السيكولوجية عادةً ما يكون المتنمرون ، و خصوصا القادة منهم ، ذوي شخصيات قوية و من الشخصيات السيكوباثية psychopath المضادة للمجتمع ، و تكمن خطورة هذا النوع في إمكانية تحوله خارج المدرسة إلى مشروع مجرم يهدد استقرار المجتمع ، حيث غالبا ما يؤسس المتنمرون عصابات إجرامية أو ينضمون إلى عصابات إجرامية قائمة . إلى جانب ما ذكر ، يمكن أن يلجأ الطفل إلى العنف نتيجة مرضه واضطراباته السلوكية التي تحتاج إلى علاج وتدخّل من أشخاص مهنيين، مثل الأطباء النفسيين المختصين في الطب النفسي للأطفال أو الاختصاصيين النفسيين أو المرشدين في المدارس . فأحياناً تعود أسباب التنمر إلى اضطرابات نفسية قد تحتاج إلى علاج دوائي وهذا بالطبع يكون بعد أن يتم الكشف من قِبل طبيب نفسي ومن الأهمية أن يكون هذا الطبيب مختصاً في الطب النفسي للأطفال .
  • دور الاسلام في منع التنمر والعنف

    لاشك اننا في حاجه الى بناء نظرية تربوية اسلامية معاصره يوئسس عليها عملنا التربوي في بناء الاجيال الصاعدة فالإسلام هوا دستور كامل وشامل للحياة ينظم حياة الفرد والمجتمع ويهتم بجوانب الفرد : الشخصية , والاجتماعية , والنفسية , والعقلية , والاخلاقية , والروحية , والإيمانية كافة .
    يتعامل الاسلام مع مفهوم العنف والعقاب على انهما مفهومان منفصلان ومختلفان فينبز العنف ويدعو الى الرفق والعطف والتسامح ومقابلة السيئة بالحسنة حيث يقول رسول الله  « صلى الله عليه وسلم» :" صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك" (مسند احمد ابن حنبل ) ويقول ايضا  « صلى الله عليه وسلم» " اتقى الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنه تمحها وخالق الناس بخلقا حسن " ( رواه الترميزى ) .
    وتعد المحبة والمودة والمعاملة والموعظة الحسنه مع الابناء آداب اسلامية اصيله وركائز اساسيه للتعامل تجسد الترابط والتعاض بين افراد المجتمع بل انها البشرى التي حملها رسولنا الكريم محمد  « صلى الله عليه وسلم» والهدى الذى بعث به حيث تجلى في ذلك البيان العظيم " وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ " (ال عمران : 159 ) وقوله تعالى : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " (النحل : 125 ) .
    الا ان واقع الامه الإسلامية افرض في عصرنا الحديث بعض المصطلحات تجافى الحقيقة وتبعد عن الإنسانية حيث برز المصطلح الاجتماعي ( التنمر ) هذا السلوك الذى يفسد الاجيال اذا كان قاعدة للتعامل ويقعد الطلاب على التفوق كما انه يبذر التفرقة والتفكك اذا صار دبلوماسية الشعور .
    فالبعض يعزو هذا الهشيم الى التردي الاقتصادي واخرون يرجعونه الى نقص الوعى الاجتماعي بل يردونه الى انخفاض المستوى التعليمي انه السلوك الاجتماعي الذى يؤدى الى ضعف الثقة بالنفس والشعور بالإحباط والقلق والعدوان علاوة على المشكلات النفسية والسلوكيات الشاذة والغريبة .
    واذا تعمقنا في الهدى الإسلامي الحنيف نجد خير وقاية من جرائم التنمر والعنف والاستقواء والسلوكيات التي تهدد المجتمع جميعها .
    ومن خلال ما سبق يتبين ان الاسلام وضع مبادئ شموليه لنبذ السلبيات فى المجتمع ومنها التنمر ومن هذه المبادئ :
    1 - تعميق التربية الإسلامية في نفوس الاطفال : يولد الطفل على الفطرة والاسلام هوا دين الفطرة والافكار المنحرفة لا تسود الا في غياب الفكرة الصحيحة فاذا جرى تقديم منظور اسلامه عن طريق تسقيف الاطفال

    وتعليمهم عن القيم الاسلامية واذا قدم الاباء للأطفال نموذج دور سلوك السلامى منضبط واوضحوا للأطفال ان الجرائم والعنف والحياه المنحلة امور غير مرغوب فيها فان الاطفال يكبرون وهم يحملون مواقف ايجابيه.
    2 - تنمية البعد الاسرى : على الاباء وافراد الأسرة اعلام الاطفال عن القيم الإسلامية بأسلوب يستطيع الاطفال ادراكه كما يجب اظهار النماذج الاسلامية للأدوار في وقت مناسب بأسلوب لائق .
    3 - عدم ممارسة المعايير المزدوجة : تعد ممارسة المعايير المزدوجة امر بالغ الضرر ومن ثم يجب تفاديه اذ سيعمد الاطفال بطبيعة الحال الى تقليد الاباء ومن ثم فان تعليم الاطفال الامور التي لا يمارسها الاباء لن يعود بأي فائدة وعلى الاباء ان يقدموا انفسهم نماذج ادوار قابله للتكيف .
    4 - ايجاد البدائل التي تعمق الثقافة الإسلامية : وذلك لدعم انشطة تفاعليه ايجابيه للطفل تخدم الثقافة الاسلامية وتراعى مقومات تربيتها ولا تصادم غرائز الطفل بل توجهها وجهتها الصحيحة وتقوم على غريزة التقليد والبحث عن القدوة التي يمكن ان توجه للتاسى بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والأمه المصلحين والقادة الفاتحين على مر العصور وهكذا كل الغرائز توجه الى وجهتها الصحيحة تحقيقا للأيمان واتساقا مع الفطرة
    5 -  تنمية الاخلاق الفاضلة :  يجب على الاباء ان يعملوا على تنمية فضيلتي ( ضبط النفس , والرحمة )

  • كيفية معالجة التنمر:

    1. عدم القيام برد فعل تجاه التنمّر مثل البكاء أو غيره. لا تدع المتنمّر يشعر أنه نجح بأذيتك. ابتعد عنه بهدوء. إذا استمر التنمّر دافع عن نفسك.
    2. اعرف قوتك. المتنمّر سيجعلك تشعر أنك ضعيف لكن هذا غير صحيح. اعلم أنك قوي وكل ما عليك فعله هو إظهار هذه القوة.
    3. تجنّب المتنمّرين. لا تتواجد في نفس المكان معهم أو على نفس الطريق، لكن لا تدعهم يشعرون أنك تتجنّبهم. وحاول ان تكون برفقة أصدقائك.
    4. كن فطنًا وحذرًا في كل شيء، كيف تتكلّم، أين تسير، مع مَن تلعب…
    5. تعرّف على نفسك أكثر. اكتشف مدى روعتك من الداخل. اعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك. اعرف ماذا تريد وما أنت قادر أن تفعل. اكسب الثقة بنفسك ولا تدع التنمّر يسلبك ثقتك بنفسك.
    6. لا تدع التنمّر يجعلك متنمّرًا. آخر ما قد ترغب به هو أن تصبح متنمّرًا. لا تتبنّى سلوك المتنمّر ولا تدعه يغلبك بأن يجعلك مثله.
    7. تفادى التنمّر ولا تدخل في شجار أو قتال. حاول أن تعرف نوع التنمّر الذي تتعامل معه. هل هو لفظي، جسدي، عاطفي… هذا يساعدك على معرفة كيفية التعامل مع الشخص أو تفاديه.
    8. بلّغ عن التنمّر لشخص بالغ مثل الأهل والأساتذة، أو للسلطات المعنية في حال التنمّر الجنسي أو عبر الإنترنت. دع البالغين يساعدونك بوضع مخطط للحماية من التنمّر.
    9. في حال التنمّر عبر الإنترنت أو الهاتف، الغ رقم الشخص المتصل، لا تصادق مَن لا تعرفهم عبر الإنترنت، لا تعطي معلوماتك الخاصة عبر الإنترنت لأحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان