طب القلوب وشفائها
مقدمة
قال الله تعالى فى سورة البقرة(فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
وقال تعالي فى سورة يونس (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57)والمرض عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائدهم. وذلك إما أن يكون شكا ونفاقا، وإما جحدا وتكذيبا. والمعنى: قلوبهم مرضى لخلوها عن العصمة والتوفيق والرعاية والتأييد. قال ابن فارس اللغوي: المرض كل ما خرج به الإنسان عن حد الصحة من علة أو نفاق أو تقصير في أمر.
أمراض القلوب شبيهة بأمراض الأبدان
هو نوع فساد يحصل للقلب يفسد به تصوره وإرادته فتصوره بالشبهات التى تعرض له حتى يرى الحقأو يراه على خلاف ما هو عليه.ومرض القلب ألم يحصل ,كالغيظ من عدو استولى عليك, فأن ذالك يؤلم القلب قال الله تعالى (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ)
- وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ
- الشفاء هو زوال المرض
أي أن المرض موجود فشفاه الله
أما الغيظ فشدة في الألم والضيق من إساءات المشركين
موت القلب
المرض دون الموت فالقلب يموت بالجهل المطلق ويمرض بنوع من الجهلفله موت ومرض وشفاء
فلهذا مريض القلب إذا ورد عليه شبهة أو شهوة قوت مرضه وإن حصلت له حكمة وموعظة كانت من أسباب صلاحه وشفائه
قال تعالى (لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ )فالقلب يحتاج أن يتربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح .كما يحتاج البدن أن يربى ببالأغذية المصلحة له.والقلب أذا تاب من الذنوب كان استفراغا من تخليطاته حيث خلط عملا صالحا وأخر سيئا " فأذا تاب من الذنوب تخلصت قوة القلب وإراداته للأعمال الصالحة واستراح القلب من الحوادت الفاسدة
من أمراض القلوب الحسد
الحاسد يبدأ بنفسه فيضرها، الحاسد يضر نفسه أولاً فإنه يصيبه من الهم والغم والتأذي بنعم الله على عباده ما يضر به نفسه نسأل الله العافية، وهو لا يضر المحسود بل يضر نفسه أن يتمنّى الإنسان زوال نعم الله عن الغير، فيتمنّى فشل من يراه ناجحاً ومتفوقاً، ويتمنى المشاكل والنزاعات بين الأزواج المتحابّين، ويمنى فقر من يراه غنياً، والحسد يحصل من نفس شريرة غير قانعة وراضية بما قسم الله لها من النعم، بحيث تجعل الإنسان يستكثر نعم الله -تعالى- على عباده. والحسد أن يتمنّى الإنسان زوال نعم الله عن الغير، فيتمنّى فشل من يراه ناجحاً ومتفوقاً، ويتمنى المشاكل والنزاعات بين الأزواج المتحابّين، ويمنى فقر من يراه غنياً، والحسد يحصل من نفس شريرة غير قانعة وراضية بما قسم الله لها من النعم، بحيث تجعل الإنسان يستكثر نعم الله -تعالى- على عباده.والحسد يدخل بين الأقران والأمثال في أكثر الأحيان فالعامل يحسد العامل والتاجر يحسد التاجر والفلاح يحسد الفلاح ولذلك لا تستغربوا من حصول المشكلات والمكايدات، والبغضاء والتقاطع، والهجران وفساد العلاقات وتعثر المشروعات، والتقاتل والأضرار بين الأصناف السابقة، فما ذلك إلا نتيجة من نتائج مرض الحسد.
مرض الشهوة والعشق
هو حب النفس لما يضرها وقد يقترن به بغضها لما ينفعها والعشق مرض نفسانى وإذا قوى أثره فى البلدان صار مرضا فى الجسم
بل ويضره التفكير فيه والتخيل له وهو يشتهى ذالك
وفى الحديث(إن الله يحمى عبده المؤمن الدنيا كما يحمى أحدكم مريضه الطعام والشراب)
وهذه أمراض كثيرة فى النفوس والأنسان قد يبغض شيئا فيحب لأجله أمورا كثيرة لأجل الوهم والخيال
القرأن شفاء
القرأن شفاء لما فى الصدور ومن فى قلبه أمراض الشبهات قال تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)
(ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
فالقرآن يشفي من ذلك كله ، وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه ، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة ، هكذا يبين لنا من أن نظل ونعمى فالقرآن وتدبرة والعمل بة والإيمان بة والنظر في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء تجعلك دائما مطمئن القلب
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
وهو الشفاء التام من جميع الأمراض القلبية والبدنية فهو طب للأبدان ، وهو شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها، وبكشف غطاء القلب من مرض الجهل، وتنويره بأنوار الإيمان، وفيه هداية الناس من الضلال إلى الحق قال الله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) البقرة / 2 ، وقال الله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ) الشورى / 9 ، وقال الله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم . صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ) الشورى / 52 – 53 .
{وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}سورة التوبة.
{وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ}سورة يونس.
{فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}سورة النحل/69.
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}سورة الإسراء/82.
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}سورة الشعراء/80.
{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء}سورة فصلت/44
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق