( تل الفراعين ) عاصمة مملكة الشمال وقوة الملك حورس
تل الفراعين ( مدينة بوتو ):
في احدى القرى التابعة لمركز ( دسوق ) ..يقع على بعد 24كم إلي الشمال الغربي من مدينة كفر الشيخ تل الفراعين ويبلغ سطح التل 176,5 فدان ... ويقع على الحافة الغربية للتل قرية السمحاوى ، ويقع على الحافة الشمالية الشرقية للتل قرية " باز ". تشير الوثائق المصرية القديمة إلي أن مدينة بوتو كانت عاصمة لمصر السفلي ومقراً لحكام الشمال ومملكتهم قبل توحيد قطري مصر على يد
الملك مينا (نعرمر) . واختصت مصادر العصور التاريخية مدينة بوتو بحضانة الطفل حورس الذي وضعته أمه إيزيس بمدينة بوتو أو بتلك الجزيرة المجاورة اخبيت في أحراش الدلتا ليكون تحت رعاية وحماية الالهه وادجيت ربه مدينة بوتو وليكون بعيداً عن بطش عمه ست .
الملك مينا (نعرمر) . واختصت مصادر العصور التاريخية مدينة بوتو بحضانة الطفل حورس الذي وضعته أمه إيزيس بمدينة بوتو أو بتلك الجزيرة المجاورة اخبيت في أحراش الدلتا ليكون تحت رعاية وحماية الالهه وادجيت ربه مدينة بوتو وليكون بعيداً عن بطش عمه ست .
واجيت (الكوبرا رمز مدينة بوتو ) حامية الصقر (رمز الاه حورس ) |
أضافت المصادر القديمة انه عندما اشتد ساعد الإله حورس خرج من مسقط رأسه اخبيت ليسترد عرش أبيه أوزوريس المفقود
وكان سكان مدينة بوتو أول من أيدوه وتوجوه ملكاً على البلاد وساروا تحت لواءه إلى أن حكمت له محكمة الأرباب في أيون بأحقيته في ارث عرش أبيه المفقود وأعلنته إلهاً لعالم الأحياء ....... ولهذا اصبح ملوك مصر القديمة المناصرين لعبادته هم خلفائه وورثته على عرش البلاد . ونتيجة لهذا الدور الكبير لمدينة بوتو في تلك الأحداث السياسية التي سبقت توحيد البلاد في مملكة واحدة مستقلة فقد ارتبطت مدينة بوتو على مر العصور التاريخية القديمة بتاج الشمال الأحمر وشرعية الحكم وطقس التتويج الملكي وظلت الحية وادجيت ربه مدينة بوتو تزين جباه ملوك مصر طوال العصور التاريخية لتكسبهم الشرعية وتحميهم من كل سوء .
تاج الشمال الأحمر |
كان الارتباط بمدينة بوتو باثنين من الهة مصر العظام حورس و وادجيت وما لهما من مرتبه سامية في العقيدة المصرية القديمة .. الأثر الأكبر في إضفاء أهمية كبيرة وعظيمة على مدينة بوتو حيث احتفظت بمكانتها وأهميتها الكبيرة طوال العصور المصرية القديمة رغم انتقال عواصم مصر الموحدة من مدينة بوتو إلى أخري في صعيد مصر ودلتاها ظلت مقصورة وادجيت الشهرة" بر نسر" والتي تعنى بيت الحية أو بيت اللهب وتلعب دورها البارز في مناظر التتويج الملكي ودليلاً على شرعية الملكية وظلت مدينة بوتو أهم المدن المصرية القديمة المقدسة التي يشد إليها الرحال للزيارة ولإقامة بعض الشعائر الجنائزية للمتوفى أمام مقاصيرها للشهرة وقبل أن يوارى جسد المتوفى التراب.
ذكر حجر بالرمو أن ستة ملوك يرتدون التاج المزدوج مما يعنى أن هذه المدينة سعت إلى الوحدة وبعد ذلك نجد الجنوب قد نجح فى تحقيق الوحدة والدليل على ذلك صولجان الملك العقرب ولوحة الملك نعرمر من حيث ارتداءه التاج المزدوج واعلان توحيد البلاد . وحتى بعد أن نجح ملوك الجنوب فى تحقيق الوحدة للمرة الثانية لمصر حوالي 3200 قبل الميلاد فإن بوتو لم تفقد أهميتها فقد بقيت مكاناً مقدساً لدى المصريين .يحرص الملك الجديد على أن يتوج هناك لاكتساب الشرعية للحكم كما كان أهل الملك المتوفى يحرسون على السفر بجسمان المتوفى إليها لكي يضمن رضا آلهته عنه بعد التوحيد نجد أن بوتو لعبت دوراً هاماً فى التاريخ المصري إلا أنها تعرضت عبر التاريخ للتدمير والتخريب مثل الهكسوس بعد الدولة الوسطى وفى الدولة الحديثة فى عهد الملك رمسيس III أثناء حربه من شعوب البحر ولكننا نجد أن بوتو لعبت دوراً مؤثراً فى مساعدة الملك بسماتيك الاول والدليل على ذلك وجود اسم بوتو بعد اسم ساو العاصمة فى هذا الوقت وقد عانت أيضا أثناء الغزو الفارسي ولكننا نجد بوتو قد ازدهرت فى عصر الأسرتين التاسعة والعشرين والثلاثين والنصف الاول من عصر البطالمة .
كانت الآلهة المرتبطة بمدينة بوتو هم الإله حورس ( الصقر ) , الإلهة وادجيت ( الحية )هما من الآلهة الرئيسية فى مصر القديمة بما أدى إلى وضع بوتو فى مكانة دينية هامة فى مصر القديمة , حيث كما ذكرنا من بين المدن كانت بوتو يقصدها الحجاج من الملوك والأفراد فى حياتهم وبعد مماتهم .. وقد انتشرت إقامة الشعائر والطقوس على جثمان الميت فى البقاع المقدسة , وكانت تتم بالفعل فى البداية ولكنها صارت رمزية منذ نهاية الأسرة الخامسة وكان يستعاض بتمثال المتوفى عن جسم المتوفى بل بعد ذلك اكتفى بإقامة هذه الشعائر رمزياً فى بلد المتوفى ... وهكذا كانت بوتو عبر التاريخ لها أهمية كبيرة , وجاء ذكرها فى العديد من الآثار مثل جدران المقابر والمعابد وكتب الموتى , ولكن انحدرت أهمية المدينة فى فترة تتأخر من التاريخ المصري .. وانصرفت عنها الزوار والحجاج , ولعل أخر من زارها كان هيرودوت الذي كتب عنها أن التدهور أحباب المدينة وتعرضت للنسيان.
المكان الذي شغلته بوتو القديمة , ودفع احد مساعديه ويدعى كيرلى عام 1904 لكي يقوم بعمل حفائر فى المنطقة بحثاً عن الحقيقة , ولكن النتائج لم تقدم لكيرلى ما يدفعه إلى الإيمان بأن ما عثر عليه كان جزءاً من آثار بوتو التاريخية، فقد كان اقدم ما عثر عليه كيرلى كان أشياء فقيرة لا تتناسب مع أهمية وثراء مدينة بوتو الذي تناقلته الأجيال وفى عام 1964 حاولت سيتون وليامز للبحث عن بوتو فى تل الفراعين ورغم استمرار هذه البعثة ستة مواسم متتالية فقد كانت النتيجة شبيهه بتلك التي وصل إليها كيرلى
منذ عام 1984 انتقلت البعثة للعمل فى موقع المعبد وبعد عدد من المواسم المجدية تفجرت الأرض بالمعلومات , فعثرت البعثة على بقايا معبد المدينة وعثرت حول المعبد على عدد من القطع الأثرية الضخمة التي تعود للدولة الحديثة والعصر الصاوى والعصر المتأخر . كانت عثرت البعثة على أحجار منقوشة أعيد استخدامها من الدولة القديمة والحديثة , وكانت كل هذه الآثار تعلن بما سجل فوقها من نقوش أننا أخيرا قد اكتشفنا موقع بوتو التاريخية ...
هناك منطقتان للعمل فى بوتو :-منطقة الجبانة :- وعثر بها على العديد من الطبقات كلها تعود إلى
العصر اليوناني الروماني وعثر فيها على دفنات بها بقايا لفائف
كتابيه وهى المرة الأولى التي عثر فيها بالدلتا على مثل هذه اللفائف
عثر على العديد من القطع الأثرية البرونزية والفخار وهى تماثيل
للإله اوزير مرتدياً تاج الاتف
عصا ملكية معقوفة عليها زخارف عبارة عن جدائل شعر تمثال
للإله وادجيت برأس أنثى الأسد
حيه الكوبرا يعلوها قرص الشمس بالطبع رمز الآلهة وادجيت
تمثال للإله تاورت من الحجر الجيري ومجموعة أخرى من التماثيل
والقطع الأثرية
- منطقة المعبد : وتمثل " تل الفراعين " الحالي أطلال مدينة بوتو
القديسة التي تعود أهميتها لعصور ما قبل التاريخ , والتي ازدهرت
طوال العصور التاريخية القديمة ..... ويتكون تل الفراعين من
ثلاث مرتفعات كبيرة تشمل النواحي الشمالية والجنوبية والشرقية
للتل وتمثل المرتفع
الشرقي فى منطقة المعبد , المعابد والتي يحيط بها سور ضخم من
الطوب اللبن ... وقد أجريت بالتل وخاصة منطقة المعبد على مدى
السنوات الماضية أعمال الحفائر بمعرفة البعثات المصرية والأجنبية
وكشف عن العديد من القطع الأثرية الهامة والضخمة من تماثيل
ولوحات تعود لمختلف العصور الفرعونية هذا بالإضافة إلى
بعض العناصر المعمارية من الحجر الجيري والتي تتمثل فى
أجزاء من أرضية حجرية ومقياس النيل ..
ومن أهم القطع الأثرية المكتشفة بتل الفراعين:
تمثالان على هيئة أبو الهول من البازلت يعودان إلى الأسرة التاسعة
والعشرين الفرعونية
تمثال للإله حورس الصقر من أروع التماثيل التي اكتشفت بمصر
حتى الآن
تمثال مزدوج من الجرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني والإلهة
سخمت
تمثال مزدوج للملك رمسيس الثاني واحدي زوجاته
تمثال للملك رمسيس الثاني
لوحة من الجرانيت الأسود تعود لعصر الملك تحتمس الثالث من
عصر الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية
لوحة من الجرانيت الوردى تعود لعصر الملك شاشانق الأول
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق