الحشاشون العرب .. اول فرقة اغتيالات سياسية في التاريخ - نور المعرفة

اخر الأخبار

اعلان

اعلان

السبت، 8 فبراير 2020

الحشاشون العرب .. اول فرقة اغتيالات سياسية في التاريخ

الحشاشون العرب .. اول فرقة اغتيالات سياسية في التاريخ

 

في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي ظهرت طائفة دينيّة جديدة عُرِفت باسم الإسماعيلية النزارية بعد أن انشقّت عن الطائفة الشيعية. ولِصَغِر حجمها، تبنّت النزارية مبدأ الاغتيالات التي نفّذها متعصّبون دينيّون كان يُطلَق عليهم اسم الفدائيين. وادّعى خصومهم أنّ هؤلاءِ كانوا شباباً سهلي الانقياد تعرّضوا لغسيل دماغٍ باستخدام الحشيش، ومن هنا نشأ اسم “حشاشين” والذي انتقل للغات الأوروبية ليصبح “Assassins”. ومهما تكن مصداقية هذه الإشاعات، فمما لا شكّ فيه أن الحشاشين كانوا فاعِلين لدرجة مُرعِبة، وأنهم بثّوا الرعب في قلوب المسلمين والصليبيين على حدّ سواء.

المؤسس:

حسن بن الصباح مؤسس الطائفة الاسماعيلية

أسس جماعة الحشاشين أحد تلامذة الأزهر و يدعى ( حسن الصباح ) وكان زميلا بالأزهر لكل من شاعر الرباعيات عمر الخيام ونظام الملك الذى صار وزيرا مرموقا فيما بعد ، وكان الثلاثة أصدقاء ورفقاء سكن بمنطقة المجاورين بالقاهرة وذلك بالإضافة لزمالة الدراسة


عاد حسن الصباح بعد دراسته الأزهرية إلى موطنه فى بلاد فارس واسس عصابته ( جماعة الحشاشين ) مستقطبا حوله أفرادها من الفتية الأشداء ، الذين اقتنعوا واهمين بصلاحه ، وبقدرته على تأسيس إمارة إسلامية قوية على أشلاء الإمارات الصغيرة الضعيفة التى كانت منتشرة فى تلك الفترة ، واعتمد حسن الصباح وعصابته فى تمويل جماعتهم على السرقات والقتل وقطع الطرق ، وأنشأ لعصابته ( قلعة الموت ) فى المنطقة الجبلية الواقعة بين إيران وأفغانستان إتخذها مقرا للتدريب والاختفاء ونقطة انطلاق لعملياته الاجرامية

وعندما اشتدت شوكته وزاد تعداد عصابته ، راح يهاجم الإمارات الاسلامية الصغيرة فقتل العديد من قادة الجيوش والوزراء - بمن فيهم صديقه القديم نظام الملك - حتى استطاع الاستيلاء على بعض تلك الممالك ، وهاجم أعوانه حاكم إمارة القدس الصليبى وقتلوه بدافع السرقه ، كما حاول حسن الصباح اغتيال صلاح الدين الأيوبى أكثر من مرة ، بغرض الانفراد بالزعامة و السيطرة ، إلى أن تحالفا فيما بعد لخوف كل منهما من الآخر

استقطاب الاتباع :

نتيجة بحث الصور عن طائفة الحشاشون

بمجرد أن سيطر حسن الصباح على قلعة ألموت بدأ بنشر دعاته في جميع أرجاء إيران السنية التي كان سكانها يتذمرون من الحكم السلجوقي للبلاد. فأرسل دعاته إلى كوهستان، وهي منطقة جبلية قاحلة -تقع على الحدود بين إيران وأفغانستان الحاليتين- وقد تحوَّل الأمر في كوهستان إلى ما يشبه الثورة الشعبية أو حركة استقلال من الحكم السلجوقي، فقد هبَّ الإسماعيليون في ثورات صريحة في كثير من أنحاء الإقليم وفرضوا سيطرتهم على عدة مدن رئيسية وهي شوشان وقعين وطبس وتون وأخريات. وسرعان ما انتشرت الدعوة في منطقة رودبار المجاورة لقلعة ألموت وحققت نجاحاً لا يقلّ عن مثيله في كوهستان. وكانت المناطق الجبلية ذات ميزة واضحة للتوسع الإسماعيلي. وهناك مناطق مماثلة تقع في الجنوب الغربي لإيران في المنطقة بين خوزستان وفارس حيث البلاد المنيعة والسكان الساخطون على الحكم السلجوقي والتراث المحلي الموالي للشيعة والإسماعيلية.
وقد أثار هذا الانتشار السريع والانتفاضات على السلطة السلجوقية عظيم القلق عند السلطان السلجوقي ملكشاه ووزيره الأكبر نظام الملك الذي كان شديد العداء للإسماعيليين ولحسن الصباح.
ولم يتأخر السلاجقة في مواجهة هذا التمرد عسكرياً ففي سنة 1092 م قام السلاجقة بتحشيد جيوشهم، وفرضوا الحصار على قلعة ألموت معقل الدعوة الإسماعيلية وهاجموا منطقة كوهستان.
ويذكر المؤرخ الجويني بأن حسن الصباح لم يكن معه في قلعة الموت أكثر من ستين أو سبعين شخصاً في ذلك الوقت، ولكنهم نجحوا في صدّ مُحاصريهم، وفي إحدى ليالي سبتمبر من نفس السنة هاجم سكان رود بار بشكل مفاجئ الجيش السلجوقي؛ مما أدّى إلى انسحاب الجيش وانتهاء الحصار عن ألموت، ثم ارتفع الحصار في كوهستان عندما وصلت أخبار وفاة السلطان السلجوقي في نوفمبر 1092م\485 هـ ولم يحقق السلاجقة أيّاً من أهدافهم.

الاغتيالات الانتقائية كاستراتيجية عسكرية لمواجهة الخصوم


نتيجة بحث الصور عن طائفة الحشاشون

كانت الإستراتيجية العسكرية لحسن الصباح وأتباعه من فرقة الحشاشين مختلفة تماما عن السائد في العصور الوسطى، فقد تجنب المواجهات المباشرة مع الأعداء، والتي تؤدي دائما إلى سقوط الآلاف من القتلى، واعتمد على الاغتيال الانتقائي للشخصيات البارزة في دول الأعداء، وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات والإسيتراتجيات والقتل. وكان أكثر مايميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم. وكان على الفدائيين الاندماج في جيش الخصم أو البلاط الحاكم حتى يتمكنوا من الوصول لأماكن إستراتيجية تساعدهم على تنفيذ المهمات المنوطة بهم، و هكذا فقد نفذوا طيلة ثلاثة قرون اغتيالات ضد الأعداء الدينيين والسياسيين للطائفة الإسماعيلية، وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الأماكن العامة على مرأى ومسمع الجميع لإثارة الرعب. ونادرا ما نجا الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم، بل إنهم لجؤوا في بعض الأحيان إلى الانتحار لتجنب الوقوع في أيدي الأعداء.

ومن اشهر الاغتيالات التي نفذوها :

1- الخليفة الفاطمي الآمربالله

نتيجة بحث الصور عن الخليفة الفاطمي الآمر

2- آق سنقر البرسقي

3- مودود بن التونتكين أمير الموصل

نتيجة بحث الصور عن مودود بن التونتكين أمير الموصل

4- كونراد دي مونفيراتو (كونراد الأول، ملك القدس)

نتيجة بحث الصور عن كونراد دي مونفيراتو (كونراد الأول، ملك القدس)

5- ريمون الثاني كونت طرابلس

نتيجة بحث الصور عن ريمون الثاني كونت طرابلس

6- أبو طالب السُميرَمي7- عبيد الله الخطيب8- أحمد بن إبراهيم الكردي9- فخر المُلك10- نظام المُلك

مناوشات وعداء شديد بين فرقة الحشاشين والقائد صلاح الدين الأيوبي

كان العداء شديدا بين الحشاشين وصلاح الدين الأيوبي، فوقعت أول محاولة لاغتياله سنة 1174 بينما كان يحاصر حلب، فتمكن بعض الحشاشين من التسلل إلى معسكر صلاح الدين وقتل الأمير أبو قبيس، لكن صلاح الدين نفسه لم يصب بأذى، وحدثت محاولة أخرى سنة 1176 عندما كان صلاح الدين يحاصر عزز حيث تمكن بعض الحشاشون المتنكرون بزي جنود جيش صلاح الدين من التسلل لمعسكره ومهاجمته، وتمكنوا من قتل العديد من الأمراء، ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب سوى بجروح بسيطة بفضل الدروع التي كان يرتديها، وقد اتخذ على إثر هذه الأحداث احتياطات واسعة للحفاظ على حياته، فكان ينام في برج خشبي أقيم خصيصا له، ولم يكن يسمح لأحد لا يعرفه شخصيا بالاقتراب منه، وفي السنة ذاتها تقدم صلاح الدين في أراضي الحشاشين تحدوه الرغبة في الانتقام، وضرب حصارا حول قلعة مصياف في الشام، ولكنه لم يلبث أن فك الحصار وانصرف، و يمكن إرجاع هذا العداء إلى الخلافات المتجذرة بين بقايا الفاطميين وطائفة الإسماعيليين من جهة وصلاح الدين الأيوبي الراغب في توحيد الراية من جهة ثانية.

نهاية الحركة :

كان الحشاشون في سورية قد شاركوا غيرهم من المسلمين في التصدي للتهديد المغولي، وحاولوا كسب ثقة المماليك - الظاهر بيبرس بارسال السفارات والهدايا ولم يبد بيبرس في بداية الامر عداء نحوهم. غير ان بيبرس لايمكن ان يتوقع منه التسامح ازاء استمرار وجود جيب مستقل في قلب سورية ففي عام 1265م امر بجمع الضرائب والرسوم على الحشاشين ولم يكن باستطاعة الحشاشين الذين اضعفوا في سورية واثبطت عزيمتهم نتيجة مصير اخوانهم الفارسيين ان يبدوا مقاومة تذكر.
فأصبحوا هم يدفعون الجزية بدلا من اخذها من امراء الدول المجاورة وسرعان ماأصبح بيبرس هو الذي يعين رؤساء الحشاشين ويخلعهم بدلا من ألموت. ففي عام 1270 م استاء بيبرس من موقف رئيس الحشاشين المسن نجم الدين فخلعه وعين بدله سريم الدين مبارك، وكان الرئيس الجديد يحكم من منصبه كممثل لبيبرس واسثنيت مصيف من سلطته وجعلت تحت السيطرة المباشرة لبيبرس. ولكن سريم الدين استطاع ان يضم مصيف إلى املاكه فعزله بيبرس وجاء به سجينا إلى القاهرة حيث مات مسموما هناك.
واستولى عام 1271م\669 هـ على قلعتي "العليقة" و"الرصافة" وسقطت قلعة "الخوابي" في العام نفسه لتسقط بقيه القلاع عام 1273م\671 هـ لتنتهي بذلك دولة الحشاشين في بلاد الشام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان